ثقافة عامة

حبس الدائن ودفن الميت حيا.. أحكام “قراقوش” التى أصابت سامعيها بالجنون

حبس الدائن ودفن الميت حيا.. أحكام “قراقوش” التى أصابت سامعيها بالجنون

حبس الدائن ودفن الميت حيا.. أحكام “قراقوش” التى أصابت سامعيها بالجنون

شاع استخدام لفظ “قراقوش” للدلالة على الحاكم الديكتاتور المزاجى غريب الأطوار، الذى يقضى بأحكام غريبة غير مفهومة لدرجة جعلت من يسمعها يصاب بالجنون لشدة غرابتها، فما هو أصل الكلمة ولماذا تستخدم كثيرا فى أحاديث الشارع ومن هو “قراقوش”.

تعالوا بنا نتعرف على شخصية قراقوش وأحكامه..

• من هو قراقوش؟
هو الأمير قراقوش بن عبد الله، المسمى “بهاء الدين”، ولد بأرمينيا فى آسيا الصغرى، وكان مملوكا لصلاح الدين الأيوبى، وعاصر “شيركوه” عم صلاح الدين، وآخر وزير لآخر خلفاء الفاطميين فى مصر عام 564 هجريا، حاول أن يسلب السلطة لنفسه، ولكنه توفى قبل أن يستتب له الأمر.

وظهر “قراقوش” على المسرح السياسى المصرى، واتفق مع “القاضى عيسى” على أن يدبر الأمر لصلاح الدين بعد عمه شيركوه، ونجحا فعلا فى أن يولياه الحكم فى مصر.

وكان من عادة صلاح الدين إذا سافر عن مصر أن يترك أحد أبنائه فيها ليراقب الأوضاع، ولكنه لم يفعل هذا فى سنة من السنين، فترك “قراقوش” لنفسه العنان وشط بأحكامه عن حد العقل والحكمة.

ووصل قراقوش بعد وفاة صلاح الدين إلى قمة النفوذ والسلطان، فلما مات الملك العزيز ابن صلاح الدين عام 595 هجريا، ترك ابنا قاصرا لم يبلغ بعد سن الحكم والسلطنة، وعين الأمير “قراقوش” وصيا ومشرفا على شئون المملكة.

إقرأ أيضا:الكنيسة الجورجية الأرثوذكسية؛

• أحكام قراقوش الغريبة

1. ثمن الكفن
كان من عادة قراقوش أن يتصدق بمبلغ كبير من المال على الفقراء والمحتاجين كل عام، وفى يوم من الأيام وزع قراقوش هذا المبلغ كله، وبعدها أتته امرأة تشكو له وفاة زوجها وهى لا تجد ثمن كفنه، فقال لها قراقوش: “إن مال الإحسان قد صرف كله هذا العام فارجعى إلينا فى العام المقبل لنعطيك بمعونة الله ثمن الكفن”!

2. المرأة الحامل
نزل جندى فى مركب فيه فلاح وامرأته، فضرب الجندى امرأة الفلاح وكانت حاملا فى سبعة أشهر فأجهضها، فمضى الفلاح إلى قراقوش يشكو له أمر هذا الجندى.
فحكم قراقوش على الجندى أن يأخذ امرأة الفلاح فى داره حتى تحمل مرة أخرى فى سبعة أشهر ثم يردها إلى زوجها كما كانت!

3. مال الدين
شكا دائن مدينهُ، لأنه لا يدفع ما اقترضه منه، فاحتج المدين بأنه فقير، ولكنه كلما جمع لصاحب الدين شيئا من المال وذهب ليرده إليه لم يجده، فإذا ما أتى إليه الدائن وطالبه بدينه، كان الرجل قد صرف ما جمعه من مال.
وإزاء هذا، حكم قراقوش بأن يسجنوا الدائن حتى يتمكن مدينه من العثور عليه إذا ما أراد أن يرد له ماله، فلم يتردد الدائن من أن يتنازل عن دينه.

إقرأ أيضا:سيدة روسية تنافس “الأرانب” وتنجب 69 ابنًا مات منهم اثنان فقط

4. باب الحارة
شكا رجل إلى قراقوش أن بعض اللصوص قد سرقوا داره، فسأله: هل هناك باب خاص يقفل الحارة التى تقطنها؟
فأجاب الرجل: نعم.
فأمر قراقوش أن يخلعوا هذا الباب ويأتوا به إليه، ولما أحضروا الباب، أمر أن يسوقوا إليه جميع سكان الحارة، وفى حضرة هؤلاء اقترب قراقوش من الباب وكلمه همسا، ثم التفت إلى الجميع وقال: “لقد سألت هذا الباب فأجابنى أن للسارق ريشة فوق رأسه”.
وكان أن رفع أحدهم يده فوق رأسه ليتلمس موضع الريشة، وقبض عليه قراقوش وأمر بضربه حتى اعترف بالسرقة.

5. الميت الحى
أراد ولد أن يتخلص من أبيه البخيل بأن يدفنه حيا، فجاء إليه بعض الرجال، فانتهزوا فرصة نوم الرجل العجوز ووضعوه فى النعش وحملوه إلى مدفنه.

وفى الطريق مر بهم قراقوش فصرخ الرجل من داخل نعشه: “العدالة والرحمة”، فاستوقفهم قراقوش وسألهم عن الخبر، فتكلم الميت وشرح القصة، ولكن الابن احتج قائلا: “أيها السلطان العظيم إنى أؤكد موته، ولكنه لم يفعل هذا إلا ليسبب لى المتاعب بعد وفاته كما سببها لى فى حياته، واسألو شهودى يؤمنوا على قوله”.

إقرأ أيضا:بحث عن مهارات التفكير

وأمن الشهود للسلطان على أن الرجل ميت حقا، فقال قراقوش: إذن فقد انتهى الأمر، إن شهادة شخص واحد لنفسه لا تكفى، فاحملوا هذا الرجل سريعا إلى المقبرة”.

6. الطائر الهارب
مزق طائر قفصه، فأمر قراقوش قائلا: “أسرعوا واقفلوا باب النصر وباب الفتوح حتى لا يفر الطير من القاهرة.

7. قميصه الطائر
ترك قراقوش قميصه على جبل المقطم ليجف، فهبت الريح وحملت القميص على السفح الآخر من الجبل، فركع قراقوش وقال: “إلهى أشكرك وأحمد لك نعمتك، إذ لو كنت الآن مرتديا قميصى لحملتنى الريح كما حملته”.

السابق
إس 300 وميج 29 وسوخوى 30.. أبرز بنود صفقة السلاح بين مصر وروسيا
التالي
اجتماع مديرى مدن جامعة القاهرة لبحث “تسكين الطلاب”.. الأسبوع المقبل